وحدها آلنهآيآت تشي بهمْ ..

وحدها آلنهآيآت تشي بهمْ ..

الفراق كاشف لمعدن الرجال , كما نهايات الحكم كاشفة لمعدن الحاكم ..

أنت لا تعرفين حقيقة رجل , إلا لحظة إخباره بقرار انفصالك عنه . ولا يعرءف الشعب طينة حاكمه ,
إلا حين يتمرد عليه مطالباً باستقاط نظامه ..

فأمام الخسارات ، وحين مواجهة النهايات , كلٌّ يتصرف حسب أصله ..

ثمة من الحكام أرانب ، يفكر بقدميه عنج أول خطر , فيهرب بالجَمل وما حمل ..
وأخرء يبقى لأسابيع غير آبه لصورته التي يقذفها المتظاهرون بأحذيتهم ،
مطالبين إياه بالرحيل ، من دون أن تأخُذهُ العزةُ بنفسه ، فيقدم استقالته ،
بعد أول خطاب استمع له الشعب رافعاً في وجهه أحذيتهُ . لكنه يستميت ويميت
دفاعاً عن كرسي لن يغادره الا الى المستشفى ..

وآخرون يتحولون أمام أمتحان الرحيل ، إلى وحوش بشرية ، تجلي على عروش من
جماجم ، وتحكم بلاد نصفها مقابر ، و أقبية للتعذيب ، مصرة على توقيع رحيلها
بأصابع من الديناميت . (( دار دار، زنقة زنقة ، حوش حوش)) ، تتقدم الوحوش
ناسفة كل شي في طريقها .إنها سليلة الارض المحروقة ، التي وقع بها الطغاة
دائماً التاريخ عبر حدث رحيلهم .

كما في علاقة زوجية ، لحظة الانفصال ، إن كنت محظوظة بطليق نبيل سيفارقك
بنبل ، متنازلاً لك عن البيت ، محافظاً على مكانتك وعلى صيتك وافاءً للعشرة
، أما إن بعث الله لك بزوج أناني وحاقد ، ستكتشفيت ان الرءجل الذي تزوجته
ليس الرجل الذي انت على وشك الطلاق منه . انه رجل غريب في قراراته ، عنيف
في لغته وتهديداته ، فجأة انتهت المسرحية .. والزوج الذي كان يدعي حبك ،
وكنت تخالينه سندك وولي امرك ،أصبح من يتولى امر الفتك بك ، فهوة لا يتقبل
في لاوعيه فكرة استعادتك حريتك ، واحتمال ان تكوني سعيدة مع غيره ، لذا لن
يترك فيك ما يصلح لرجل بعده .

أن الجرح الذكوري لرجل يرى في الفراق مَسّاً برجولته ، يقابله في علاقة
الحكام المستبد مع شعبه ، الجرح النرجسي لطاغية يعتبر رغبة شعبه في
استبداله بحاكم آخر، مًسّاً بكرامته كَنَبيّ ، ومنقذ ومرشد وسيد أحد ،
وحاكم مستبد ، عقد قرانه على شعب قاصر بتفويض إلهي ، وهو غالباً يرى نفسه
مظلوماً في زيجة كان يستحق فيها شعباً غير شعبه ..

مشكلة الطاغية ، أنه يرى نفسه اكبر من وطنه ، وأهم من شعبه ، وكل الكوارث التي ترافق رحيله تاتي من هذه القناعة ...

وحدهم الرجالات الذين أدركوا ان قاماتهم من قامة الوطن وعزتهم من عزته ،
غادروا التاريخ كباراً . لذا ، مازالت فرنسا ومصرء تحملان حسرة رحيل عبد
الناصر وديغول ، وتنتسبان الى زمنهما .. كما ترتدي الارامل إلى الابد حداد
أزواج لن يتكرّروا في أحد ...

أحلآم مستغانمي

دائما مواضيعك متميزة
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك