أشارت توصيات المؤتمر العلمى السنوى " PAAM 2011"، والذى عقد بمدينة برشلونة الأسبانية، وانتهت فعالياته يوم أمس، الأحد، إلى أن الرضاعة الطبيعية للأطفال لها تأثير إيجابى كبير فى الحد من إصابتهم بالعديد من أمراض الحساسية، وخصوصاً إذا ما كانت الرضاعة فى أول 4 إلى 6 شهور من عمر الطفل، حيث تخفض من خطر الإصابة بالأكزيما الاستشرائية (نوع من أنواع التهاب الجلد) والحساسية من اللبن البقرى التى تصيب الأطفال.
وأشار المؤتمر إلى أن الحساسية عند الأطفال تعود إما لأسباب جينية أو نتيجة لتعرضهم للعوامل البيئية المحيطة بهم مثل تلوث الهواء، والذى يتسبب فى حدوث العديد من أمراض الحساسية للأطفال فى الدول النامية.
ويشير البروفيسور هولكن -المسئول الرئيسى بالمؤتمر- إلى أن العقود الأخيرة شهدت تغيير شامل فى تأثير العوامل البيئية الضارة على الإصابة الحساسية، ضارباً المثل بالتعرض لدخان السجائر، والذى أصبح يزيد من خطر الإصابة بأمراض الربو وإصابات الجهاز التنفسى بصورة أكبر عن ذى قبل، وكما أن العديد من العوامل الأخرى مثل الطعام والتراب المنزلى والانا سافلات الأليفة وحبوب اللقاح أصبحت تتسبب فى حدوث العديد من أمراض الحساسية.
وتابع البروفيسور هولكن بأن العوامل الجينية والصفات الوراثية للطفل لها تأثير كبير على معدل إصابته بالحساسية، وعلى طبيعة الأعراض التى يشعر بها، حيث أشارت العديد من الدراسات بأن إصابة أحد الوالدين أو كليهما بالحساسية له تأثير كبير على الطفل ويزيد من احتمالات إصابته بها.
وأضاف بأن التشخيص المبكر للحساسية عند الأطفال سيثمر عن علاجات أكثر فاعلية، وسيقلل من الأعراض التى يشعرون بها، مؤكداً أن تجنب الأطفال للعوامل المسببة للحساسية، سيساهم بشكل كبير فى وقايتهم منها، وحمايتهم من المخاطر العديدة التى تهدد حياتهم.
يذكر أن المؤتمر العلمى " PAAM 2011" تنظمه الأكاديمية الأوروبية للحساسية والمناعة الإكلينيكية بصفة دورية كل عام، وكان الموضوع الرئيسى للمؤتمر هو (الكشف عن أمراض الحساسية التى تصيب الأطفال ومحاولة تجنبها).