كثيرا ما تدور مناقشات بين الأم وأطفالها حول أهمية تناول الجزر لتقوية الإبصار، كما تحذرهم مرارًا وتكرارًا من مخاطر الاقتراب من شاشة التلفاز أكثر من اللازم، وغالبا ما يرد الأطفال بأنه لا يوجد دليل قاطع على مدى صحة تلك النصائح.
لذا، فإن هناك عدة نقاط يمكن التذكير بها للحفاظ على عيوننا سليمة بمناسبة يوم الرؤية العالمى الذى يتم الاحتفال به فى الخميس الثانى من شهر أكتوبر من كل عام لإزكاء الوعى وحث العالم على تركيز اهتمامه على العمى ومشكلة ضعف البصر وضرورة تأهيل من يعانون من تلك المشكلة.
وتماشيا مع دعوة يوم الرؤية العالمى الذى يركز هذا العام على مسألة صحة العين وضمان المساواة فى الحصول على خدمات الرعاية ذات الصلة، فهناك عدة أشياء يمكن تجنبها للحفاظ على البصر سليما ينصح بها الأطباء وخبراء صحة العيون.
ومن بين هذه الأمور، مشاركة الأصدقاء والأقارب فى استخدام الأدوات الشخصية، فكثيرًا ما تستعير الفتيات مساحيق التجميل الخاصة بالعينين من بعضهن البعض، وهو من أخطر الأشياء التى تؤذى الرؤية لأنه يوجد احتمالية للإصابة بمرض الهربس البسيط الذى قد يؤدى إلى العمى إذا لم يعالج.
كما أن هناك خطأ شائعا آخر بين النساء وهو إبقاء "الماسكرا" لديهن أكثر من ستة شهور حيث إن معظم النساء يتجاهلن تاريخ الصلاحية المدون على مساحيق التجميل أو إنهن غير مدركات أن الماسكرا تعد بيئة جيدة لنمو البكتيريا إذا ما استعملت لفترات طويلة.
ولكى يحافظ الشخص على قدرته على الإبصار فعليه تجنب تقليد المشاهير مثل المطربة "ليدى جاجا" التى ارتدت فى إحدى أغنياتها المصورة عدسات لاصقة تغطى بياض العين حتى تبدو حدقة العين أكبر من حجمها الطبيعى، لذلك يحذر أطباء العيون من اكسسوارات العين رديئة الصنع، والتى قد تذهب بالبصر خلال 24 ساعة من الإصابة بالعدوى.
ويحذر الخبراء من هوس الفتيات باستخدام رموش العين شبه الدائمة التى قد تدوم لستة أسابيع لتقليد بعض الفنانات مثل شيرلى كول فقد يؤدى هذا للإصابة بمرض يسمى "ثعلبة الشد" حيث تتساقط الرموش الأصلية وقد لا تنمو مجددًا أبدًا.
وتقول دكتورة سوزان بلاكنى، مستشارة أمراض العيون بكلية البصريات البريطانية، إن الرموش الطبيعية تلعب دورًا مهمًا فى الحفاظ على صحة العينين وبما أن وصلات الرموش الصناعية شبه الدائمة تعد شيئا جديدا، فلا يوجد أبحاث طبية كافية حول تأثيرها على العينين، لذلك فأننا ننصح النساء بتوخى الحذر فى استخدام تلك الرموش الصناعية.
كما أن النظر إلى السماء فى منتصف الظهيرة والتحديق فى الشمس يسبب الإصابة بإعتام عدسة العين أو ما يعرف بالمياه البيضاء، لذلك ينصح الأطباء بعدم النظر مباشرة فى أشعة الشمس وارتداء نظارات شمسية فى فترة الظهيرة.
ويعرف الجميع أن تناول الأغذية الصحية الطازجة مفيد للوقاية من أمراض القلب والسرطان، بالإضافة إلى أنه يقى من مرض الضمور الشبكى المرتبط بتقدم العمر وهو المسبب الرئيسى للعمى، فمن ضمن آثار التقدم فى العمر هو الإصابة بهذا المرض الذى لا يمكن الوقاية منه.
وتقول دكتور بلاكنى إن هذا المرض يعد سببا رئيسيا لفقدان الرؤية فى بريطانيا وإنه لمن المثير للقلق أن العديد من الناس غير مدركين لهذا، ولكن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للوقاية منه حتى مع التقدم فى العمر، لأن الإفراط فى التدخين وتعاطى الكحوليات يضاعف فرصة الإصابة بالمرض لذا يجب الابتعاد عنهما.
كما تنصح بلاكنى باتباع نظام غذائى صحى ومتوازن غنى بالخضراوات والفاكهة والأسماك، وتعد ممارسة الرياضات المائية مثل السباحة من أهم الأشياء للحفاظ على الوزن ورشاقة الجسم ولكن المياه المليئة بالكلور تؤذى العينين، لذا ينبغى ارتداء نظارات السباحة الواقية.
كما تحذر كلية البصريات البريطانية مستخدمى العدسات اللاصقة من ارتدائها أثناء السباحة أو الاستحمام لأن الكائنات الدقيقة الموجودة بالماء قد تعلق بالعدسات اللاصقة وتسبب الإصابة بأمراض خطيرة قد تؤدى للعمى.