قال الدكتور خالد الماجد، الأستاذ في كلية الشريعة بالرياض، إن لله عز وجل حكماً بالغة في تأخير إجابة الدعاء، وهو سبحانه لا يعجل عجلة المخلوق. كما أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وهذا سرّ بديع يحسن بالعبد أن يتفطّن له حال دعائه لربه. وأشار الماجد إلى أنه من الحكم في تأخر الإجابة:
ـ أن تأخر الإجابة من البلاء الذي يحتاج إلى صبر، فتأخر الإجابة من الابتلاء، كما أن سرعة الإجابة من الابتلاء. قال تعالى:{ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} (الأنبياء 35).
ـ أن الله عز وجل له الحكمة البالغة، فلا يعطي إلا لحكمة، ولا يمنع إلا لحكمة، وقد ترى في الشيء مصلحة ظاهرة، ولكن الحكمة لا تقتضيه، فقد تخفى الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر، ولكنه يقصد بها المصلحة الآجلة، فلعل هذا من ذاك.
ـ قد يكون في تحقق المطلوب زيادة في الشر، فربما تحقق للداعي مطلوبه ، وأجيب له سؤله، فكان ذلك سبباً في زيادة إثم، أو تأخير عن مرتبة، أو كان ذلك حاملاً على الأشر والبطر، فكان التأخير أو المنع أصلح.
ـ أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وهذا سرّ بديع يحسن بالعبد أن يتفطّن له حال دعائه لربه، ذلك أن الله عزّ وجلّ أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، فهو أعلم بمصالح عباده منهم، وأرحم بهم من أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم.
- تأخر الإجابة سبب لتفقّد العبد لنفسه، فقد يكون امتناع الإجابة، أوتأخرها لآفة في الداعي، فربما كان في مطعومه شبهة، أو في قلبه وقت الدعاء غفلة، أوكان متلبساً بذنوب مانعة.