أوضحت دراسة أمريكية حديثة أن مريضات سرطان الثدى اللاتى يتناولن مضادات الأكسدة ربما تزيد أو تقل لديهن مخاطر الوفاة من المرض أو عودة مهاجمة المرض لهن وفقاً لنوع الفيتامين الذى يتناولنه.
واكتشف باحثون فى جامعة كولومبيا الأمريكية أنه من بين 2300 سيدة تعانى المراحل الأولى لسرطان الثدى ممن يتناولن فيتامين C أو E بشكل منتظم تقل لديهن مخاطر عودة المرض خلال 5 سنوات بالمقارنة بمن لا يستخدمن نفس هذه الفيتامينات، بينما السيدات اللاتى يتناولن بشكل منتظم خليطا من الفيتامينات شبه الجزرية Carotenoids تزيد لديهن مخاطر الوفاة من سرطان الثدى أو أى سبب آخر أكثر من السيدات اللاتى لا يتناولن مثل هذه الفيتامينات.
وتتضمن الـ Carotenoids مواد مغذية مثل فيتامين A أو -carotene beta (فيتامينات الصبغ البرتقالى أو الأحمر) أو lutein (الصباغ الأصفر).
وفى الإجمال أقرت 81% من السيدات بتناول أدوية تتضمن مضادات الأكسدة خلال عامين بعد تشخيص المرض، فى حين تبين أن السيدات اللاتى تناولن خليطا من Carotenoids زادت لديهن مخاطر الوفاة بالمرض أو أى سبب صحى آخر.
وحذرت الأستاذ المساعد للأمراض الوبائية بجامعة كولومبيا بنيويورك الباحثة هيثر جرينلى من أن نتائج الدراسة لا تثبت أن أيا من هذه الفيتامينات تسبب هذه النتيجة بشكل مباشر إلا أنها تزيد من اهتمام الباحثين حول مخاطر الجرعات الزائدة من Carotenoids.
وقالت: "أرى أن هذه الدراسة قد دعمت فكرة أن البدائل الدوائية للأطعمة التى تحتوى على جرعات كبيرة من الـCarotenoids ربما تضر بصحة الشخص وهو الأمر الذى يستدعى مزيدا من التفكير قبل تناول مثل هذه الأدوية".
واستخلصت الباحثة من هذه الدراسة أن بدائل مضادات الأكسدة لا تعمل بنفس التأثير كما يعتقد البعض، وعلقت قائلة: "هذه العقاقير مكونة من جزيئات مختلفة، لهذا فهى ذات تأثير مختلف".
ووجدت الدراسات وفق "العربية. نت" أن إعطاء carotene beta للمدخنين قد يزيد فعلاً من مخاطر إصابتهم بسرطان الرئة.
أما بالنسبة لمضادات الأكسدة الأخرى، فبينت الباحثة أن جمعية السرطان الأمريكية والمعهد الأمريكى لبحوث السرطان أقرا بعدم وجود أدلة تكفى للتوصية بعقار غذائى لمنع الإصابة بالسرطان أو عودة المرض لشخص شفى منه، كما أن هناك قلقاً بالغاً إزاء المرضى الذين يتناولون جرعات عالية من أى نوع من مضادات الأكسدة، بينما يخضعون للعلاج الكيميائى أو الإشعاعى.
ومن المعروف أن مضادات الأكسدة تحمى خلايا الجسم بما يعرف بعطب الأكسدة، فى حين أن العقاقير المعالجة للسرطان أو جلسات الإشعاع تعمل جزئياً على إحداث عطب مؤكسد، لهذا نظرياً يمكن أن تقلل جرعات مضادات الأكسدة العالية من تأثير العلاج.
وبالرغم من ذلك، توضح بعض الدراسات أن السيدات المريضات بسرطان الثدى يستخدمن بعض أنواع أدوية مضادات الأكسدة.