كل السبب في فرخ السمك
كل السبب في فرخ السمك
يحكى أن عجوزاً سمعت بائعاً ينادي معلناً عن السمك، فاشتهت أن تأكل وجبة
سمك، فطلبت من كنتها أن تخرج لتشتري منه فرخاً، ولكن كنتها اعتذرت، وذكرتها
بأنها لم تخرج إلى السوق قط، ولم تشتر شيئاً من قبل.
ولكن حماتها ألحت عليها، وأخبرتها أنها ستموت إذا لم تأكل السمك، فحارت
الكنة في أمرها ثم أكدت أنها لا تملك شيئاً من ثمنه، فاقترحت الحماة أن
تمنح البائع قبلة مقابل فرخ واحد. فذهلت الكنة مما سمعت، ولكن حماتها
هددتها بأنها ستشكوها إلى زوجها. وستتهمها بأنها تخرج كل يوم في غيابه
للقاء عشيق لها، ووجدت الكنة الحماة جادّة كل الجد فيما تقول، فاضطرت
لتنفيذ رغبتها.
وهكذا منحت الكنة البائع قبلة، وحصلت على فرخ السمك، ورجعت إلى البيت،
فنظفته وغسلته، ثم وضعته في المقلاة، وجاء الزوج، فسألها عن مصدر السمك،
فأشارت إلى أمه، فنظرت إليها حماتها، ثم أخرجت مغزلها، وأخذت تخاطبه قائلة:
(دور يا مغزلي دور، أقول إلا ما أقول)، وتشاغل الزوج عن كلام أمه، ولكنها
أعادته مرة ثانية، وثالثة، وعندئذ تنبه إليها، فقال لها غاضباً: (قولي).
وفي تلك اللحظة علا في الخارج صوت رجل ينادي الزوج، فخرج إليه ينظر ما
يريد، فالتفتت الكنة إلى حماتها، وقالت لها: (كيف يطاوعك قلبك، حتى تخبري
ابنك بما فعلت)، فردّت عليها الحماة مؤكدة: (والله سأخبره، حتى يفرمك مثل
فرخ السمك).
وعندئذ أسرعت الكنة إلى السمك، فحملت قطعة كبيرة، وحشت بها فم حماتها، فغصت
بها الحماة، ثم أسرعت تنادي زوجها، ولما رجع، رأى أمه ميتة، فلما سألها عن
سبب موتها، قالت له: (كل السبب في فرخ السمك).